-->
Ra'ed Al-khawaldeh Art Ra'ed Al-khawaldeh Art

سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحري وقصة المسلمين مع الحوت .

 

حوت العنبر 


 سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحري

تعتبر سرية أبي عبيدة إلى سيف البحر، استمرار لسياسية النبي  - العسكرية لإضعاف قريش و محاصرتهم اقتصاديا على المدى الطويل، فقد بعث - أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة راكب قبل الساحل، ليرصدوا عيرا لقريش ،وعندما كانوا ببعض الطريق فني الزاد، فأمر أبو عبيدة  بازواد الجيش فجمع، فكان قدر مزود تمر، يقوتهم منه  كـل يـوم قليلا  قليلا حتی کان أخيرا نصيب الواحد منهم تمرة واحدة، وقد أدرك الجنود صعوبة الموقف فتقبلوا هذا الاجراءبصدور رحبة دون تذمر أو ضجر، بل إنهم ساهموا في خطة قائدهم التقشفية، فصاروا يحاولون 

الإبقاء علي الثمرة اكبر وقت ممكن يقول جابر أحد أفراد هذه السرية: ( كنا نمصها كما، يمص الصبي  ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يوما إلى الليل)  " وقد سأل وهب بن کیسان جابرا : ما تغني عنكم ثمرة؟ فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت . 

وقد اضطر ذلك الجيش إلى أكل ورق الشجر، قـال جـابر : وكنـا نـضـرب بعصينا الخيط "، ثم نبله بالماء فنأكله(فسمى ذلك الجيش جيش الخبط))، وقد أثر هذا الموقفف في قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما أحد جنود هذه السرية الشجاعة، وهو رجل من  أهل بيت اشتهر بالكرم، فنحر للجيش ثلاث جزائر"، ثم نحر ثلاث جزائر، ثم نحر ثلاثج زائر، ثم إن أبا عبيدة نهاه . فبينما هم كذلك مـن الجـوع والجهـد الشـديدين إذ البحر زفرة أخرج الله فيها حوثا ضخما، فألقاه على الشاطئ، ويصف لنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما مقدار ضخامة هذا الحوت العجيب فيقول: وانطلقنـا عـلـى ساحل ا لبحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم)، فأتيناه فإذا هيد ابة تدعى

العنبر، قال: قال أبو عبيدة: ميتة، ثم قال: لا بل نحن رسل رسول اللہ   وفي سبيلا لله، وقد اضطررتم فكلوا، قال: فأقمنا عليها شهرا، ونحـن ثلاثمائة حتى سمنـا، قـال ولقد رايتنا نفترق من وقب عينيه بالقلائل الدهن ، ونقتطع منه القدر ( كالثور ،او قدر الثور، فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعـدهم في وقـب عينيه، وأخـذ ضلعا من أضلاعه فأقامها، ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول اللہ ) فقال: «ما حبسـكـم؟» قلنا: كنا نتبع عيرات قريش، وذكرنا له من أمـر الـدابـة"، فقال: «هو رزق أخرجـه الله لكـم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا» قال: فأرسلنا إلى رسول اللہ   منـه فأكلـه ). كانت هذه السرية على الأرجح قبل صلح الحديبية، وليس في رجب سنة ثمان كمـا ذكـر ابـن سعد)، وذلك لسببين: السبب الأول: أن الرسول   لم يغز ولم يبعث سرية في الشهر الحرام، والثاني: أن رجب سنة ثمان هو ضمن فترة سريان صلح الحديبية وذكر ابـن سـعـد والـواقـدي أن النبي   بعثهم إلى حـي مـن جهينة، وقال ابـن حجر إن هذا لا يغاير ظاهره ما في الصحيح؛ لأنه يمكن الجمع بين كونهم يتلقون عيراً لقريش ويقصدون حيا من جهينة، ويحتمل أن يكون تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم بل حفظهم من جهينة، ويقوي هذا الجمع ما عند مسلم أن البعث كان إلى أرض جهينة .



المرجع ، السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث ، الدكتور علي محمد الصلابي

تحرير ، رائد الخوالدة 

.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

Ra'ed Al-khawaldeh Art

2016