-->
Ra'ed Al-khawaldeh Art Ra'ed Al-khawaldeh Art

الابتسامة الغامضة وخلود العبقرية ، ليوناردو دافنشي.



الموناليزا 


الابتسامة الغامضة وخلود العبقرية


في عام 1453 سقطت القسطنطينية في أيدي الأتراك وانهارت الدولة البيزنطية .. وكان هذا الحدث الهام رمزا لنهاية العصور الوسطى وبداية العصر الحديث . وقبل ذلك بعام واحد ، أي سنة ۱۹۵۲ ولد « ليوناردو دافنشی » وقد وصفه المؤرخون بأنه اول من ابدع في الأسلوب الجديد في فن التصوير في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل السادس عشر . وفي الحقيقة إن ما نعرفه عن حياة الفنان الأسطورة .. 
يعتبر قليلا جدا بالنسبة إلى ما خفي من سيرته الغامضة . وقد اعتاد أن يدون مذكراته وخواطره و آراءه وبحوثه المختلفة في کراسات ووريقات مبعثرة ، على أمل جمعها وتصنيفها بعد ذلك .. ولكنها تشتت إثر وفاته في عام ۱۵۱۹ ، وضاع معظمها ، وإننا لنعجب ونتعجب من هذه العبقرية الفذة عندما نتدارس مذكراته تلك ، فنراه قد لمح بفكره الثاقب كثيرة من النظريات التي أثبتها العلماء بعد ذلك ، مثل نظرية دوران الأرض حول الشمس ، ونظرية ( نیوتن ) في الجاذبية ، ونظرية ( وليم هارفي ) في الدورة الدموية .. كما أنه سما بخياله وثاقب فكره فصمم بعض المخترعات التي تحققت بعد ذلك بمئات السنين مثل الطيارة والغواصة والدبابة و القنابل المشحونة بالغازات السامة !
وكان منهج ليوناردو في البحث يختلف كل الاختلاف
المثقفين في عصره .. فهو لم يأخذ بالنزعة المثيولوجية ،
ولم يحاول قط الرجوع إلى فلاسفة الإغريق أو الرومان ..
وإنما اعتمد على التجربة الحسية المباشرة بعيدا عن كل نظرة
ميتافيزيقية : فنراه يقوم بنفسه بتشريح جسم الإنسان ،
ويراقب حركات الطيور في طيرانها ، ويدرس هبوب
العواصف و تلاطم الأمواج و تجمع السحب ، كما ينكب على
علوم الهندسة والمنظور والميكانيكا .. وغير ذلك في دأب
و تفهم ، ويسجلها في رسوم دقيقة تدل على قوة الملاحظة .
أما فنه ، فقد اعتمد على تجربته الباطنة الخاصة ، وبصيرته
ذات الرؤى العجيبة ، وهي التي أضفت على لوحاته غلالة
من السحر والإثارة المبهمة ، فبدت مجسماته في بروز لطيف
رقيق ، وكأنها خارجة من عالم غامض مجهول ..

أما لوحتنا في هذا اللقاء فهى أشهر لوحاته – إن لم تكن
أكثر اللوحات العالمية شهرة على الاطلاق - الجيوکوندا أو
الموناليزا ( أي السيدة ليزا ) وهي صاحبة التحفة الخالدة .
رسمها ليوناردو دافنشي في نحو أربع سنوات بدأها في عام
۱۵۰۰ .. وانتهى منها عام 1503 وخرجت معجزة فنية بكل المقاييس ، ولا شك أن صلة وثيقة كانت تربط الفنان بهذه الفاتنة و بزوجها التاجر الفلورنسی ( فرانسسکو دی
بارتولوميو دل جیو کوندو ) ..
 مما جعل ليوناردو يعكف على هذه اللوحة سنوات أربع ، ويعتز بها كل هذا الاعتزار !
وقد كتب عن الجيوكوندا ما لا يمكن حصره من أروع ما أبدع في حياته ، حتى أنه كان يحملها في أسفاره دون تركها في مرسمه في فلورنسا مع باقي لوحاته الأخرى .

والحق أنها آية فريدة في نوعها من آيات الفن الرفيع ..

وهي ليست مجرد صورة شخصية لامرأة معينة ، ففيها التفت
الرؤية بالرؤيا ، والحقيقة بالخيال ، كما التقت أغوار النفس
بأسرار الطبيعة .. نقف مبهورين أمامها .. فنحتار في وصف
الابتسامة الملائكية أو الشيطانية ، و هاتين العينين الساحرتين

ذواتي النظرات الهائمة الوادعة الحالمة .. لم نستطع أن نحدد
عمر لیزا وقت أن أبدع لها الفنان صورتها .. رسمها في أربع

سنوات .. فأسقط عن ملامحها معالم الزمن وبصمات
السنين .. إنها ترتسم في مخيلتنا كأسطورة رائعة ، تتراقص
كأطياف سحرية تسري في وجداننا بأنغام الهمس الغامضة .
موناليزا بين الاصل والتقليد وفي متحف اللوفر بباريس ، حيث تستقر تحفة ليوناردو دافنشي الخالدة .. «الجيوكوندا أو المونالیزا » ، يتزاحم المئات كل صباح حول أشهر لوحة في العالم ، ويقفون أمامها صامتين ساهمين وقد علقت أبصارهم بابتسامتها الغامضة ونظراتها الساحرة .. وبين الفينة والفينة ، يسرى همس كصوت النسيم بين الحضور .. فيه التساؤل وفيه المناجاة واجترار الذکری و تمجيد العبقرية .. أما التساؤل ، فمبعثه ما تطالعنا به به أجهزة الإعلام من حين لآخر عن اكتشاف لوحة جديدة للموناليزا في هذا
المكان أو ذاك ، بل وتبادی وكالات الأنباء العالمية في سرد

المزيد من التفاصيل مؤكدة أن ( الخبراء ) بعد البحث
والتدقيق يرون أن اللوحة من إبداع فنان عصر النهضة

الإيطالي الأشهر : ليوناردو دافنشي ! وسرعان ما تخبو
جذوة الدعاية لهذا الحدث .. وتتراجع كل التأكيدات

لتصبح مجرد ظن أو حدس .. ثم يطويها النسيان ، وتبقى
الحقيقة الرائعة المتربعة في أروقة متحف اللوفر ، تضفي على

الفكر الإنساني ثوب العبقرية الملهمة |
وقد حيكت حولها أساطير وحكايات كثيرة ،

وسجلت في الآلاف من القصص والأشعار والمسرحيات ،
كما ظهرت عنها ، أوبرا الموناليزا ، الشهيرة .. وذاعت شهرة

متحف اللوفر عام ۱۹۱۱ ، وبذلك شغلت أجهزة الأمن في
العالم لسنتين كاملتين حتى عادت لتحتل مكانها ومكانتها في

المتحف الكبير !
ولم يثبت على الإطلاق أن الفنان قد رسم أية لوحات

أخرى للموناليزا ، ولم يرد عن ذلك شيء في مذكرات
دافنشي التي كان يدونها مفصلة كلما انغمس في عمل

جديد ، كما لم نقرأ مثل هذه المعلومات في كتب التاريخ ولم
نسمع عنها من أقوال معاصریه .

إلا أننا نلاحظ حشدا هائلا من اللوحات المقلدة للوحته
الأصلية ، ولا يخلو عصر من العصور - منذ أن رسم

دافنشي تحفته الموناليزا - من أعمال مقلدة لروائع الفن
العالمي لكبار الفنانين ، ولا سيما للوحة الجيو كوندا كأشهر

لوحة في التاريخ !
تلك اللوحة التي بها المطاف حتى استقرت في
القصور الملكية الفرنسية في عهد الملك فرنسيس الأول عندما
استدعى دافنشي لتزيين القصور الملكية الفرنسية بإبداعاته
عام 1916 ، وبعد أحداث وأحداث استقرت في متحف
اللوفر . واليوم يرى القارىء على هذه الصفحات لوحات
الفنانين الذين قلدوا الموناليزا .. ولكننا إذا أمعنا النظر في هذه
اللوحات المقلدة ، لرأينا الفارق الجوهري بين الأصل
آنتی العالمي لكبار الفنانين ، ولا سيما للوحة الجيوكوندا كأشهر
لوحة في التاريخ !

تلك اللوحة التي انتهى بها المطاف حتى استقرت في
القصور الملكية الفرنسية في عهد الملك فرنسيس الأول عندها

استدعی دافنشي لتزيين القصور الملكية الفرنسية بإبداعاته
عام ۱۰۱۹ ، وبعد أحداث وأحداث استقرت في متحف
اللوفر . واليوم يرى القارىء على هذه الصفحات لوحات
الفنانين الذين قلدوا الموناليزا ..  ولكننا إذا أمعنا النظر في هذه
اللوحات المقلدة ، لرأينا الفارق الجوهري بين الأصل والتقليد . وكلما اكتشفت لوحة جديدة من هذه اللوحاتالمقلدة ثارت حولها الحكايا و الظنون التي قد تصل إلى درجة الاعتقاد الراسخ من البعض بأنها من أعمال الفنان .. وتعاد الكرة من حيث بدأت وتتبدد الظنون وتنجلى الحقيقة ولا تبقى في الأذهان والوجدان إلا التحفة الخالدة ، ذات الابتسامة الغامضة والنظرات المساهمة الحالمة ..

















































التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

Ra'ed Al-khawaldeh Art

2016