-->
Ra'ed Al-khawaldeh Art Ra'ed Al-khawaldeh Art

علي بن ابي طالب ... ( رضي الله عنه ) .

 

علي بن ابي طالب ,  شخصيته وعصره 




على بن أبي طالب رضي الله عنه بمكة


اسمه ونسبه وكنيته وصفته وأسرته

أولا : اسمه وكنيته ولقبه ؛

1- اسمه ونسبه : هو على بن ابی طالب (عبد مناف)) ابن عبد المطلب، ويقال له شيبة الحمد " عبد المطلب اسمه شيبة الحمد "  بن هاشم بن عبد مناف بن قصی بن کلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان"، فهو ابن عم رسول الله ويلتقي معه في جده الأول عبد المطلب بن هاشم ،  وولده أبو طالب شقيق عبد الله والد النبي ، وكان اسم علی عند مولده أسد، سمته بذلك أمة رضي الله عنها باسم أبيها أسد بن هاشم، ويدل على ذلك ارتجازه يوم خيبر حيث يقول :

انا الذي سمتني  أمي حيدرة *      کليث غابات کریه المنظرة 

حيدرة: من اسماء الأسد 

وكان أبو طالب غائبا فلما عاد ، لم يعجبه هذا الاسم وسماه عليا .

ثانيا : كنيته ؛ ابو  الحسن، نسبه إلى ابنه الأكبر الحسن وهو من ولد فاطمة بنت رسول الله ، ويكنى أيضا بأبي تراب، كنية كناه بها النبي وكان يفرح إذا نودي بها، وسبب ذلك أن الرسولﷺ  جاء بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال لإنسان: انظر این هو؟ فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله وهو مضطجع وقد سقط رداءه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله لا يمسحه عنه ويقول: قم أبا  تراب)، ومن رواية البخاري: والله ما سماه إلا النبي ، ومن كناه: أبو الحسن والحسين وأبو القاسم الهاشمي، وأبو السبطين ).

 ثالثا : لقبه؛  أمير المؤمنين، ورابع الخلفاء الراشدين

رابعا : مولده ؛

اختلفت الروايات وتعددت في تحديد سنة ولادته، فقد ذكر الحسن البصري أن ولادته قبل البعثة بخمس عشرة أو ست عشرة سنة)، وذكر ابن إسحاق أن ولادته قبل البعثة بعشر سنين، ورجح ابن حجر قوله)، وذكر الباقر محمد بن على قولين : الأول:  كالذي ذكره ابن إسحاق، ورجحه ابن حجر ، وهو أنه ولد قبل البعثة بعشر سنين، وأما الثاني: فيذكر أنه ولد قبل البعثة بخمس سنين ، وقد ملت إلى قول ابن حجر وابن إسحاق فيكون مولده على التحقيق قبل البعثة بعشر سنين . وذكر الفاكهي"، أن عليا أول من ولد من بنی هاشم في جوف الكعبة، وأما الحاكمة فقال: إن الأخبار تواترت أن عليا ولد في الكعبة .

خامسا : صفاته الخلقية:

يقول ابن عبد البر رحمه الله: وأحسن ما رأيت في صفة على رضي الله عنها أنه كان ربعة من الرجال إلى القصر ما هو، أدعج العينين، حسن الوجه، كأنه القمر ليلة  البدر حسنا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين (عتدا) ، أغيد، كان عنقه إيریق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت دمجا، إذا مسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وهو إلى السمن ماهو، شديد الساعد واليد وإذا مشى للحرب هرول، ثابت الجنان، قوی شجاع . 


سادسا : خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وتحليلها ؛

كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يتعهد الرعية بالتوجيه والتعليم والتربية من خلال الاحتكاك اليومي، وخصوصا يوم الجمعة حيث كانت خطبة الجمعة من المنابر المهمة في توجيه الأمة وترشيدها، وقد حفظ التاريخ الأمير المؤمنين على كثيرا من خطبه، وهذه إشارات عابرة عن خطبه، وإليك هذا النموذج الفريد العجيب من خطبه حيث قال: أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع وإن المضمار اليوم وغدا السباق، ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل، فمن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خاب عمله، ألا فاعملوا لله في الرغبة، كما تعملون له في الرهبة، وإني لم أر كالجنة نام طالبها، ولم أر كالنار نام هاربها، وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل، ومن لم يستقم به الهدی حاد به الضلال، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن، ودللتم على الزاد، الا أيها الناس إنما الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق حکم فيها ملك قادر، ألا إن الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا، والله واسع عليم، أيها الناس، أحسنوا في أعماركم تحفظوا في أعقابكم، فإن الله وعد جتته من أطاعه، وأوعد ناره من عصاه، إنها نار لا يهدأ زفيرها، ولا يفك أسيرها، ولا يجبر كسيرها، حرها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها صديد .

لقراءة نص التحليل اضغط هنا 


ومن الأشعار التي نسبت إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. 

1- في الفرج والشدة

إذا اشتملت على الياس القلوب    وضاق بمابه الصدر الرحيب

وأوطنت المكاره واطمأنت    وأرست في أماكنها الخطوب 

ولم تر لانكشاف الضر وجها    ولا أغنى بحيلته الأريب

أتاك على قنوط منك غوث     يمن به القريب المستجيب 

وكل الحادثات إذا تناهت    فموصول بها الفرج القريب 

۲- في الصبر

الا فاصبر على الحدث الجليل    وداو جواك بالصبر الجميل

ولا تجزع فإن أعسرت يوما    فقد ايسرت في الدهر الطويل

ولا تظن بربك ظن سوء    فان الله اولى بالجميل 

فان العسر يتبعه يسار    وقول الله اصدق كل قيل 

فلو أن العقول تجر رزقا   لكان الرزق عند ذوي العقول

فكم من مؤمن قد جا ع  يوما   سيروی من رحيق السلسبيل 


٣- في حرص الناس على الدنيا:

للناس حرص على الدنيا وتدبير   وفي مراد الهوى عقل وتشمير

وإن أتوة طاعة الله ربهم   فالعقل منهم على الطاعات مأسور

الأجل هذا وذاك الحرص قد مزجت   صفاء عيشاتها هم وتكدير

لم يرزقوها بعقل عندما قسمت   لكنهم رزقوها بالمقادير

كم من أديب لبيب لا تساعده   واثق نال دنياه بتقصير

لو كان عن قوة أو عن مغالبة   طار البزاة بأرزاق العصافير 


٤ - في التواضع والقناعة:


حقيق بالتواضع من يموت   ويكفي المرء من دنياه قوت

فما للمرء يصبح ذا هموم   وحرص ليس تدركه النعوت

صنيع ملیکناحسن جمیل   وما أرزاقه عنا تفوت

فياهذا سترحل عن قليل   إلى قوم كلامهم السكوت 


٥  - في السر وكتمانه:

ولا تفش سرك إلا إليك   فإن لكل نصيح نصيحا
فإني رایت غواة الرجال   لا يتركون ادیماصحیح

٦ - في الصداقة 

فلا تصحب أخا الجهل    واياك واياه 
فكم من جاهل اردى   حليما حين اخاه 
يقاس المرء بالمره   اذا ما هو اخاه 


سابعا ؛ أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يدعو  الله - عز وجل - أن يعجل له بالشهادة :

هادن أمير المؤمنين علي معاوية، ويبدو أن هذه الهدنة لم تستمر، فمعاوية أرسل بسر ابن أبي أرطأة إلى الحجاز في العام الذي استشهد فيه علي ، ولما لم يتمكن علي فيه من تجهيز الجيش بما يصبو ویرید، ورای خذلانهم كره الحياة وتمنى الموت، وكان يتوجه إلى الله  بالدعاء ويطلب منه عز وجل أن يعجل منيته، فمما روى عنه أنه خطب يوما فقال: اللهم إني قد سئمتهم وسئموني، ومللتهم وملوني، فارحني منهم وأرحهم مني، فما يمنع اشقاكم أن يخضبها بدم، ووضع يده على لحيته، وقد ألح علي رضي الله عنه في الدعاء في أيامه الأخيرة، فعن جندب قال: ازدحموا على علي ، حتى وطئوا على رجله فقال: إني قد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، فأرحني منهم وارحهم مني "، وفي رواية أخرى عن أبي صالح قال: شهدت عليا وضع المصحف على رأسه حتى تقعقع الورق فقال: اللهم إني سألتهم ما فيه فمنعوني، اللهم إني قد مللتهم وملوني، و ابغضتهم وأبغضوني، وحملوني على غير أخلاقي، فأبدلهم بي شرا مني، وأبدلني بهم خيرا منهم، ومث قلوبهم ميثة الملح في الماء وفي رواية فلم يلبث إلا ثلاثا أو نحو ذلك، حتى قتل رحمه الله  .

وقال الحسن بن علي : قال لي علي  رضي الله عنه : إن رسول الله  سنح لي الليلة في منامي فقلت: يا رسول الله ماذا لقيت من الأود واللدد؟ قال: ادع عليهم، قلت: اللهم أبدلتني بهم من هو خيرا منهم، وأبدلهم من هو شر فضربه الرجل .  

ثامنا : علم أمير المؤمنين بأنه سيستشهد ؛

 تفيد بعض أحاديث النبي التي دلائل نبوته ا إخباره بأن عليا سيكون من الشهداء، فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله : اهدة فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ، وهناك أحاديث أخص من هذا الحديث، تخبر أن عليا سيستشهد بأرض وتبين كيفية اغتياله أيضا، وهذا كله يبين صدق نبوة محمد ، وبأنه لا ينطق عن الهوى، وإنما يخبر بما أطلعه الله عز وجل عليه عن طريق الوحي، وقال أطلع النبي ﷺ عليا على ما سيحدث له، وقد آمن علي بذلك وأيقن، فكان يتحدث إلى الناس بذلك، فمما حدث من ذلك في العراق، إذ يروي عنه أبو الأسود الدؤلي، يقول أبو الأسود: سمعت عليا يقول: أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت رجلي في الغرز، فقال لي:  این تريد؟ فقلت: العراق، فقال: أما إنك إن جثتها ليصيبك بها ذباب السيف، فقال علي وايم الله لقد سمعت رسول الله قبله يقوله، قال أبو الأسود: فعجبت منه، وقلت: رجل محارب يحدث بمثل هذا عن نفسه ، وحدث بهذا الحديث في ينبع قبل تولہ الخلافة، من عاده في مرضه، وهو أبو فضالة الأنصاري البدري، له: إني لست ميتا في مرضي هذا ، او من وجعي هذا، إنه عهد إلى النبي أني لا أموت حتى تخضب هذه - يعني لحيته - من هذه - يعني هامته، وحدث به الخوارج وحدث به أصحابه، وقد جمع البيهقي هذه الأحاديث ونحوها في كتابه (دلائل النبوة))، وجمعها الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية ، وعن عبد الله بن داود قال: سمعت الأعمش، عن مسلمة بن سهيل عن سالم بن أبي جعدة عن قال: سمعت عليا على المنبر يقول: ما ننتظر إلا شقيا، عهد إلي رسول الله لتخضين هذه من دم هذا، قالوا: أخبرنا بقاتلك حتى نبير عترته، قال: أنشد الله رجلا قتل بي غير قاتلي، وقد تمثل ع بأبيات شعر فقال:

اشدد حيازيم للموت فإن الموت لاقيك

 ولا تجزع من القتل  إذا حل بوادیکا 

وتذهب بعض الروايات إلى أبعد من هذا، إذ تفيد أن عليا چه يعرف هذا الشقي الذي سبقتله، فيروى عبيدة السلماني بسند صحيح إليه يقول: كان علي إذا رأى ابن ملجم قال:

اريد حياته ويرد قتلي ..  عذرك من خليلك من مرادي

وفي رواية أخرى قال علي ، عن عبد الرحمن بن ملجم : أما إن هذا قاتلی، قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد وقد ، منه الناس أن يستخلف ما أخبرهم أنه مقتول، فاعتذر عن ذلك، فعن عبد الله بن واسع، قال: سمعت عليا يقول: لتخضين هذه من هذا، فما ينتظر بي الأشقي؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبير عترته"، قال إذن تالله تقتلون بي غير قاتلي، قالوا: فاستخلف علينا، قال: لا ولكن أترككم إلى ما ترككم إليه رسول الله ، قالوا: فما تقول لربك إذا أتيته؟ - وقال وكيع مرة: إذا لقيته ؟ - قال: أقول: اللهم تركتني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني إليك وأنت فيهم، فإن شئت أصلحتهم، وإن شئت ، وعن علي عنه قال: سمعت الصادق المصدوق ﷺ لا يقول: «إنك ستضرب ضربة ههنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى يغضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقی خود،


تاسعا: محمد ابن الحنفية يروى قصة مقتل أمير المؤمنين علي:  قال ابن الحنفية: كنت والله إني لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر، يصلون السدة، ما هم إلا قيام وركوع وسجود، وما يسأمون من أول الليل إلى آخره، إذا خرج على الصلاة الغداة، فجعل ينادي: أيها الناس الصلاة الصلاة، فما أدري أخرج من السدة، فتكلم بهذه الكلمات أم لا، فنظرت إلى بريق، وسمعت: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك، فرأيت سيفا، ثم رأيت ثانيا، ثم سمعت عليا يقول: لا يفوتنكم الرجل، وشد الناس عليه من كل جانب، قال: فلم أبرح حتى أخذ ابن ملجم وأدخل على علي، فدخلت فيمن دخل من الناس، فسمعت عليا يقول: النفس بالنفس، أنا إن مت فاقتلوه كما قتلني، وإن بقيت رأيت فيه رأيي"، وذكر أن الناس دخلوا على الحسن فزعين لما حدث من أمر علي، فبينما هم عنده وابن ملجم مكتوف بين يديه، إذا نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي: أي عدو الله، لا بأس على أبي، والله مخزيك، قال: فعلى من تبكين؟ والله لقد اشتريته بألف، وسممته بألف، ولو كانت هذه الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد

- وصية الطبيب لعلي وميل أمير المؤمنين للشورى:

 عن عبد الله بن مالك، قال جمع الأطباء لعلي نه يوم جرح، وكان أبصرهم بالطب أثير بن عمرو السكوني، وكان صاحب کسری يتطبب، فأخذ أثير رئة شاة حارة، فتتبع عرقا منها، فاستخرجه فأدخله في جراحة علي، ثم نفخ العرق فاستخرجه فإذا عليه بياض الدماغ، وإذا الضربة قد وصلت إلى أم رأسه، فقال: يا أمير المؤمنين، اعهد عهدك فإنك ميت ، وذكر أن جندب بن عبد الله دخل على علي فسأله، فقال يا أمير المؤمنين إن فقدناك - ولا نفقدك - فنبايع الحسن؟ قال: ما آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر ) .

- وصية أمير المؤمنين علي لأولاده الحسن والحسين رضي الله عنهم ؛

  دعا أميرالمؤمنين علي حسنا وحسينا، فقال: «أوصيكما بتقوى الله، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوی عنکما، وقولا .فلما حضرته الوفاة أوصي، فكانت وصيته:

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب، أوص إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهلي بتقوى الله ربكم، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تفرقوا، فإني • أبا القاسم يقول: إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام، فلا عنوا أفواههم، ولايضيعن بحضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ، مازال يوصي به حتى ظنتا أنه سيورثه، والله الله في القرآن، فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دینکم، والله الله في بيت ربكم فلا تخلوه ما بقيتم، فإنه إن ترك لم يناظر، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، والله الله في الزكاة، فإنها تطفىء غضب الرب، والله الله فيما ملكت أيمانكم، الصلاة الصلاة لا تخافن في الله لومة لائم، يكفيكم من أرادکم ویغی علیکم، وقولوا للناس حسنا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي الأمر أشراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتبادل وإياكم والتدابر والتقاطع والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نیکم أستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى قبض و في شهر رمضان سنة أربعين، وجاء في رواية أنه قتل في صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، وتحمل هذه الرواية على اليوم الذي فارق فيه الدنيا، لأنه بقي ثلاثة أيام بعد ضربة الشقي.


- استقبال معاوية خبر مقتل علي، 

ولما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم، وكان معاوية يكتب فيما ينزل به يسأل له علي بن أبي طالب له عن ذلك، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب، فقال له أخوه عتبة: لا هذا منك أهل الشام، فقال له:. ، وقد طلب معاوية، ه في خلافته من ضرار الصدائي أن يصف له عليا، فقال: اعفني يا أمير المؤمنين قال: لتصفنه، قال: أما إذ لابد من وصفه فكان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا)، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، ويستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من ماقصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله مع تقرييه إياتا وقربه منا لا نكاد نکلمه هيبة له، يعظم أهل الدين ويقرب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد أني قد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدؤله ، وغارت نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غري غيري، إلى تعرضت أم إلى تشوفت! هيهات هيهات، قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق، فبکی معاوية وقال: الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزنك عليه باضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها وهو في حجرها .

 وعن عمر بن عبد العزيز قال :  رأيت رسول الله له في المنام وأبو بكر وعمر . جالسان عنده، فسلمت عليه وجلست، فبينما أنا جالس إذ أتي بعلي ومعاوية فادخلا بيتا وأجيف" الباب وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج علي وهو يقول قضى لي ورب الكعبة، فما كان باسرع من أن خرج معاوية وهو يقول غفر لي ورب الكعبة.

 وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية فقال لهولم؟ قال: لأنه قاتل عليا، فقال له أبو زرعة : ويحك إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم گریم، فإيش دخولك انت بينهما؟ -رضي الله عنهما . 

- ما قال الحسن البصري رحمه الله : سئل الحسن البصري عن علي بن أبي طالب في فقال: كان علي والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه، ورباني هذه الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله لم يكن بالنوامة أمر الله، ولا الملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه، ففاز منه برياض موثقة، ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

 - ما قاله أحمد بن حنبل في خلافة علي عليه : قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم، فجائت طائفة من الكرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان فأكثروا، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم، فقال: يا هؤلاء، قد أكثرتم القول في علي والخلافة، والخلافة وعلى  و أن الخلافة تزين عليا؟ بل زينها علي . 


المرجع : سيرة أمير المؤمنين،  علي بن أبي طالب رضي الله عنه،  شخصيته وعصره .

د. علي محمد الصلابي 








التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

Ra'ed Al-khawaldeh Art

2016